هــــــــــــــــــــــــكذا علمتنا جداتنا ان الجونة طبق يصنع من قش القمح او من سيقان الذرة وورقها زرعه أبناء قريتي وحصدوه في موسم الحصاد وصنعته ايدي الجدات وملأنه من حصاد البيدر وكروم العنب ومخبوزات من طحين الجرن .

وهــــــــــــــــــــكذا علمتنا جداتنا ان نأمل بما نزرع ونفخر بما نفلح ونجود بما نصنع وان الجونة طبق الكرم والوفرة؛ طبق المنتج المحلي الذي يجود به حبنا للوطن وحب الأرض لنا .

كانت “الجونة ” هي المؤتمن الأول لحفظ المنتجات من خضار وفواكه ومصنوعات غذائية من دبس وقطين وملبن وغيره؛ وكانت تتصدر تبادل الهدايا سواء بألوانها وحلتها الزاهية او بمحتواها الـــــذي أنتج علة أيــــــــــــدي و سواعد المزارعين والمزارعات ؛ وتعددت أغراض استخدامها وفق لحجمها الذي كان يحتضن الأطفال أحيانا واحيانا أخرى يحتضن محصول موسم بأكمله كما كانت توزع الجونة صغيرة الحجم في الاعراس بألوان زاهية يختارها العروسين.

وهـــــــــــــــــــــــــــكذا أيضا تعلمنا أن الجونة هي رمز الحب المتبادل بين الأرض وابنائها فلا الأبناء يهجرون الأرض ولا الأرض تلفظ أبنائها؛ وهكذا سنبقى نحب الوطن ونفلح ارضه .